4 أشياء ينبغي أن تعرفها عن المياه والمجاعة

يتهدد الموت ملايين الأطفال بسبب آثار مميتة للجفاف منها الجوع الشديد وسوء التغذية والعطش.

ليا سليم
طفل يشرب الماء من صنبور
UNICEF/UN0591240/Taxta
15 حزيران / يونيو 2022

تتسبب النزاعات، وتغيّر المناخ، والفقر، ومؤخراً جائحة كوفيد-19، بأزمات إنسانية هائلة، مما يترك ملايين الناس معرضين لخطر المجاعة.

إن الأطفال هم الفئة الأشد ضعفاً في فترات المجاعات وانعدام الأمن الغذائي الشديد، ويواجهون أرجحية أكبر بالمعاناة من سوء التغذية الحاد والوفاة. كما تؤدي هذه الأزمات إلى تبعات لا رجعة فيها على الأطفال وتمتد مدى حياتهم، مما يؤدي إلى صعوبات شديدة لنمائهم وصحتهم.

عندما تتبادر إلى أذهاننا كلمة المجاعة، فغالباً ما نفكر في نقص الغذاء. بيد أن هذه الأزمة ما عادت تقتصر على انعدام الأمن الغذائي، وإنما أيضاً انعدام الأمن من حيث توفر المياه النظيفة والصرف الصحي والعناية الطبية – لا سيما  الوقاية من الأمراض وعلاجها. فأهمية المياه والصرف الصحي توازي أهمية الغذاء للأطفال والعائلات الذين يواجهون المجاعة وانعدام الأمن الغذائي. وفيما يلي أربعة أسباب لتوضيح ذلك:

عاملة في مجال الصحة، في موقع للنازحين داخليًا في إثيوبا، تقيس ذراع طفل لتقييم حالته التغذوية.
UNICEF/UN0631314/Sewunet
عاملة في مجال الصحة، في موقع للنازحين داخليًا في إثيوبا، تقيس ذراع طفل لتقييم حالته التغذوية.
1 – الأمراض وسوء التغذية

يمكن لسوء خدمات الصرف الصحي والمياه غير المأمونة أن تؤدي إلى سوء التغذية أو مفاقمتها. ويقول مانويل فونتين، مدير قسم البرامج الطارئة في اليونيسف، "بصرف النظر عن كمية الغذاء التي يأكلها الطفل المصاب بسوء التغذية، فإن صحته لن تتحسن إذا كانت المياه التي يشربها غير مأمونة". فالمياه غير المأمونة قد تسبب الإسهال، الذي يمكنه أن يمنع الطفل من الحصول على المغذيات التي يحتاجها للبقاء، مما يؤدي إلى سوء التغذية في نهاية المطاف. كما أن الأطفال المصابين بسوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، من قبيل الكوليرا. ويُقدَّر أن عدم كفاية إمكانية الحصول على الحد الأدنى من خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية مسؤولة عن حوالي 50 بالمئة من حالات سوء التغذية في العالم.

يتم تعليق الأسماك لتجف على طول حبل.
UNICEF/UNI361793/Sobecki VII Photo
شخص يعلَّق الأسماك لتجف على طول حبل في مجتمع صيد صغير خارج بلدة كالوكول في شمال كينيا.
2 – تغير المناخ

يمكن لتغيّر المناخ والظواهر الجوية المتطرفة من قبيل حالات الجفاف والفيضانات أن تستنفد مصادر المياه أو أن تلوثها. وهذا يهدد كمية المياه ونوعيتها التي تعتمد عليها مجتمعات محلية بأكملها. وإذ تتنافس الأسر التي تعيش تحت ضغوط مائية شديدة على مصادر المياه الشحيحة وغير المأمونة، فإنها تضطر إلى مغادرة منازلها مما يزيد تعرض أفرادها للأمراض وأخطار الحماية.

وعلى الصعيد العالمي، ثمة أكثر من 1.42 بليون شخص، بمن فيهم 450 مليون طفل، يعيشون في مناطق تعاني من ضعف شديد أو شديد جداً من حيث توافر موارد المياه. وتواجه منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف تضربها منذ 40 عاماً.  ودفعت مواسم الجفاف الثلاثة المتتالية مئات الآلاف من الناس إلى الفرار من منازلهم، وقتلت أعداداً هائلة من الماشية ودمرت مساحات واسعة من المحاصيل، وفاقمت مشاكل سوء التغذية.

امرأة تمشي وراء الماشية.
UNICEF/UN0627369
امرأة تمشي وراء الماشية في عفار بشمال إثيوبيا.
3 – النزاعات

عادة ما تكون النزاعات هي العامل الرئيسي المؤدي إلى تهديد المجاعة، إذ تتسبب بضغوطات على إمدادات الغذاء والمياه، وكذلك على الأنظمة الصحية. وفي كثير من الحالات، يُستغل اعتماد الناس على المياه استغلالاً متعمداً أثناء النزاعات المسلحة، وتتعرض مصادر المياه والأنظمة اللازمة لتقديم مياه الشرب إلى هجمات مباشرة. وتقريباً، كانت جميع الأوضاع الطارئة المتصلة بالنزاعات التي استجابت إليها اليونيسف في السنوات الأخيرة تشمل شكلاً من أشكال الهجمات التي تُعيق إمكانية الحصول على المياه، سواءً أكانت الهجمات موجهة قصداً ضد البنى التحتية للمياه، أو أنها هجمات عرضية. ويمكن أن تكون تبعات هذه التعطيلات فتاكة، خصوصاً للأطفال الصغار. ففي النزاعات الطويلة الأمد، تزيد أرجحية وفاة الأطفال دون سن الخامسة من جراء أمراض الإسهال المرتبطة بخدمات المياه والصرف الصحي غير المأمونة بعشرين ضعفاً عن وفياتهم بسبب العنف في النزاع.

طفل يسير بين الخيام في موقع للنازحين.
UNICEF/UN0612969/Rich/Photographer
طفل يسير بين الخيام في موقع للنازحين داخليا في الصومال بالقرب من الحدود مع إثيوبيا.
4 – النزوح

عندما يضطر الناس إلى ترك بيوتهم بسبب القتال أو الجفاف، يصبح الأطفال والأُسر أكثر عرضة للإساءات وللأخطار الصحية. وغالباً لا يتوفر للأطفال خلال انتقالهم أي خيار سوى استخدام مياه شرب غير مأمونة. كما أن المخيمات المؤقتة التي تُقام دون تزويدها بمراحيض، غالباً ما تصبح بؤراً ساخنة لانتشار الأمراض. ويكون الأطفال المستضعفون أصلاً أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ولا يتمكنون غالباً من الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية أثناء فرارهم.

 

كيف تقدم اليونيسف المساعدة

يشمل دعم اليونيسف الأطفال وأسرهم تدخلات فورية تعمل على إنقاذ حياة الناس وتعزيز قدرتهم على الصمود على المدى الطويل. ويشمل ذلك:

  • العمل مع الشركاء على تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من ندرة الماء أو شبه انعدامه على التكيف مع هذا الحال، وذلك مرحلياً من خلال استخراج المياه الجوفية. فيمكن أن يؤدي الحفر بحثاً عن مصادر موثوقة للمياه الجوفية إلى تغيير حياة ما لا يقل عن 70 مليون طفل في القرن الأفريقي، يعيشون في مناطق يعتبر الحصول فيها على المياه أمراً بالغ الصعوبة.
  • إيجاد حلول طويلة الأجل من خلال المبادرات الإقليمية، المتمثلة بتوفير مصادر آمنة ومستدامة للمياه تمنع انتشار الأمراض وتُعين على الصمود أمام آثار التغير المناخي، مما يساعد الأسر على البقاء في مجتمعاتها والأطفال على الوصول إلى مدارسهم وخدمات الرعاية الصحية الأولية.
  • تطوير نظم الرصد والإنذار المبكر، وذلك من خلال تقديم المعلومات في وقتها بغرض تنبيه الحكومات والمجتمعات إلى المخاطر المتزايدة التي تضرب المناخ والبيئة، مما يسمح باتخاذ إجراءات فورية تمنع حدوث الأزمات في المستقبل.
  • في الصومال، تعمل اليونيسف مع الحكومة الصومالية والشركاء على توفير تدخلات حيوية كأسلوب من الأساليب المتبعة للتصدي للجفاف. تشمل تلك الأساليب توفير أغذية علاجية للتداوي من سوء التغذية الحاد وتوفير المغذيات الدقيقة لمعالجة أوجه القصور، فضلاً عن تقديم المشورة لتشجيع الأسر على تبني ممارسات غذائية وصحية عملية في المنزل. كما وفرت اليونيسف لحوالي 480,000 شخص إمكانية الوصول المؤقت إلى مخزون المياه المخصص للحالات الطارئة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022.
  • في عام 2021، تمكنت اليونيسف من الوصول إلى أكثر من 3 ملايين شخص في كينيا، ومكنتهم من الحصول على المياه الصالحة للشرب والطهي والنظافة الشخصية. كما عملت على توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ونشرت أيضاً رسائل النظافة الصحية المطلوبة للتعامل مع كوفيد-19، وكيفية معالجة المياه المنزلية، وتعزيز النظافة الشخصية وتحسين نظم الصرف الصحي.