كيف تتحدث إلى أصدقائك وأسرتك حول تلقي اللقاحات
نصائح للتعامل مع الحوارات الصعبة مع أحبائك.
تُنقِذ اللقاحات ما بين 2 إلى 3 ملايين حياة سنوياً، وهي من أعظم إنجازات الطب الحديث، ولكن ما يزال بعض الناس متشككين بتلقي اللقاحات أو مترددين بشأنها. ومن الممكن أنك تعرف أشخاصاً ممن يندرجون ضمن هذه الفئة — ربما بين أصدقائك أو ضمن أسرتك.
إذا كنت غير متأكد من كيفية معالجة الحوارات بشأن اللقاحات مع الأفراد المتشككين باللقاحات ممن تعرفهم، فأنت لست وحدك. وقد تحدّثنا مع المتخصص بعلم الأوبئة، الدكتور سعد عمر، عميد كلية أودونيل للصحة العامة في جامعة ساوثويسترن الأمريكية، حول ما يجب القيام به وما يجب تجنبه عند الخوض في هذه المناقشات الصعبة.
حاوِلْ تفهّم قيمهم والتعاطي معها.
حتى لو كنت تشعر بالخيبة وهبوط الهمّة، من المهم أن تكون متعاطفاً. وينصح الدكتور سعد عمر، "اجعلهم يشعرون بأنك تستمع إليهم". وحاول التعاطي مع عواطفهم الكامنة. مثلاً، إذا كانوا قلقين بشأن حماية أحبائهم، أقم آصرة معهم حول حقيقة أن اللقاحات أثبتت نجاحها في المحافظة على سلامة الناس من أمراض كان تزهق أرواح الملايين قبل تطوير اللقاحات، من قبيل الحصبة.
لا تقاطِعْ من تتحدّث معه.
تأكّدْ من أنك لا تقاطِعْ أحباءك الذين تتحدث معهم أو تُعلي صوتك فوق أصواتهم أو تبادر إلى تصحيح ما يقولون أثناء حديثهم. استمعْ إلى الشخص الذي تتحدث معه وتلاقى معه في حديثك انطلاقاً من النقاط التي يثيرها هو. ويقول الدكتور سعد، "يجب ألا توافق على أي معلومات خاطئة، ولكن يجب أن تؤكد على الحقيقة وأن تواصل العملية بدلاً من إنهاء علاقتك أو إنهاء الحوار".
ساعدهم في أن يشعروا بالتمكين.
إذا كنت تتحدث إلى شخص خائف بشكل خاص من الأمراض، يقترح عمر إعطائه رسالة تمكينية: يمكنك أن تفعل شيئًا لحماية نفسك والآخرين من المرض، من قبيل القول "بوسعكْ القيام بشيء حيال الجائحة. وهذه اللقاحات فعّالة".
لا تُركِّز على الخرافات.
يقول الدكتور سعد، "حاذر من مجابهة التصوارات الخاطئة بأسلوب مباشر جداً". يجب ألا ينصب النقاش أو معظمه على معالجة خرافة محددة، إذ سيتبعها دائماً خرافات أخرى. ويمكن لتركيز الانتباه على خرافة ما أن يأتي بنتيجة عكسية إذ يجعل الخرافة تعلَق في الذاكرة أكثر من الحقائق. ولكن لا مناص أحياناً من التصدي للمعلومات الخاطئة. وإذا وجدت نفسك في هذا الموقف، يقترح الدكتور سعد أن تتّبِع النهج التالي: حقيقة، تحذير، فكرة خاطئة، حقيقة. وفيما يلي كيفية عمل هذا النهج:
- ابدأ بحقيقة. اللقاحات آمنة جداً وفعّالة.
- تحذير بأن خرافة ما مقبلة. قلْ، "ثمة معلومات خاطئة حول ____________".
- اذكرْ الفكرة الخاطئة (الخرافة) التي تتناولها.
- اختم الكلام بذكر حقيقة. أظهِر كيف أن الخرافة المعنية غير صحيحة.
ويوضح الدكتور سعد بأن أهم شيء هو "استبدال المعلومات الخاطئة بالمعلومات الصحيحة".
افترِضْ أنهم سيتلقّون اللقاح.
قلْ ببساطة لصديقك أو عضو أسرتك، "دعنا نذهب لنتلقى اللقاح!" وهذا الأسلوب يُدعى التواصل القائم على الافتراض. ويقول الدكتور سعد، "لقد ثبت أن نهج التصريح أو نهج الافتراض ناجح في العيادات ومن المرجّح أن ينجح في التواصل الشخصي". وأنت لا تسلب أحداً قراره الشخصي، وكل ما تفعله هو إرساء افتراض تلقائي شفوي.
لا تدع همّتك تُثبَط.
إن إقناع شخص ما معارض للقاحات هو عملية طويلة. ويقول الدكتور سعد، "الأمر صعب جداً". وتذكّرْ أنه من غير المرجّح أن الأشخاص الذين يعارضون اللقاحات معارضة شديدة عموماً ستتغير آرائهم بعد محادثة واحدة فقط. أما الأمر المهم فهو "المحافظة على التواصل معهم".
المقابلة والمقال من إعداد ماندي ليتيري، كاتبة محتوى رقمي، اليونيسف