يحتاج أطفال غزة إلى الدعم المنقذ للحياة
لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
آخر تحديث: 8 نيسان/ أبريل 2024
يؤدي تصاعد الأعمال العدائية في قطاع غزة إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق - وتفيد التقارير بمقتل أكثر من 13.000 طفل في هذا الصراع الحالي وإصابة آلاف آخرين. ويُقدّر أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال. ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء. هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم.
في رفح، يعيش حوالي 600,000 طفل حاليًا في مخيمات، ويقيم العديد منهم في الخيام أو في مساكن غير رسمية وغير مستقرة. وقد نزح العديد من الأطفال عدة مرات، وفقدوا منازلهم وأولياء أمورهم وأحبائهم. إنهم بحاجة إلى الحماية، إلى جانب الخدمات المتبقية التي يعتمدون عليها، بما في ذلك المرافق الطبية والمأوى.
رفح الآن مدينة للأطفال، وهم ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه في غزة.
لا يجب حرمان أي طفل من الخدمات الأساسية، ولا يجب منع المساعدات الإنسانية من الوصول إليه. وكذلك لا يجب احتجاز أي طفل كرهينة أو استخدامه بأي وسيلة كانت في نزاع مسلح. ويجب حماية المستشفيات والمدارس من القصف، ويجب ألا تُستخدم هذه المرافق لأغراض عسكرية، وذلك وفقاً للقانون الدولي الإنساني. إن تكلفة العنف الممارس ضد الأطفال ومجتمعاتهم، سوف تتحملها الأجيال القادمة.
آخر المستجدات
ما الذي تدعو إليه اليونيسف؟
للاستجابة للوضع الصعب الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، تدعو اليونيسف إلى:
- وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
- وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة داخل قطاع غزة، بما في ذلك شمال القطاع. ويجب فتح جميع المعابر، بما في ذلك السماح بدخول ما يكفي من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية والإمدادات التجارية. ويجب ضمان الحركة الآمنة للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات في جميع أنحاء قطاع غزة وإتاحة شبكات اتصالات موثوقة لتنسيق جهود الاستجابة.
- الإفراج الفوري والآمن وغير المشروط عن جميع الأطفال المختطفين وإنهاء أية انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك القتل والتشويه.
- احترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمرافق الصحية والتعليمية والكهربائية والمياه والصرف الصحي وحماية الكوادر الطبية لمنع تفشي الأمراض وتقديم الرعاية للمرضى والجرحى.
- السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة لتتمكن من الوصول بأمان إلى الخدمات الصحية الحيوية أو السماح لها بالمغادرة، وإجلاء الأطفال المصابين أو المرضى ليكونوا برفقة أفراد أسرهم.
ما الذي يحدث في غزة؟
حتى قبل الأزمة الحالية، كان الأطفال في دولة فلسطين ينشؤون في ظل العنف المتكرر والفقر الساحق. والآن، يواجه الأطفال في قطاع غزة تهديداً ثلاثياً مميتاً لحياتهم، مع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، واستمرار التصعيد.
تتعرض الأسر للهجوم
لقد تعرّضَ الأطفال وأسرهم للهجوم في الأماكن التي يفترض أن يكونوا فيها في أمان — مثل منازلهم ومراكز الإيواء والمستشفيات وأماكن العبادة. وقد أصيب وقتل آلاف الأطفال منذ بداية التصعيد. كما وصل أطفال إلى المستشفيات مصابين بحروق شديدة وإصابات تتطلب البتر وإصابات تركت جروحاً نازفة وإصابات خطيرة أخرى.
وخلال ذلك كله، يظل الأطفال معزولين عن الرعاية النفسية والاجتماعية. وحتى قبل التصعيد الأخير، تم تحديد أن أكثر من 500,000 طفل في غزة في حاجة إلى دعم الصحة العقلية ودعم نفسي اجتماعي. واليوم، يتعرّضُ كل طفل لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، وإلى الدمار والتهجير على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، يتعرض الوالدون والقائمون على الرعاية أنفسهم إلى ضغوط نفسية شديدة.
يرتفع خطر الأمراض
انخفضت القدرة على تحلية مياه الشرب إلى جزء صغير فقط من المعتاد بسبب تضرر أو تدمير العديد من مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. لقد فقد الناس إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب والوصول إلى المراحيض والحمامات، وأصبح الأطفال المهجرون وأسرهم يعجزون عن الحفاظ على مستويات النظافة الصحية اللازمة للوقاية من الأمراض والإسهال المزمن — وهو أهم أسباب وفاة الأطفال الصغار في حالات الطوارئ.
وبالفعل، فإن حالات الإسهال المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة آخذة في الارتفاع، وكذلك حالات الجرب، والقمل، وجدري الماء، والطفح الجلدي، والتهابات الجهاز التنفسي. وتركّز المستشفيات القليلة جداً التي لا تزال تعمل على الاستجابة للعدد الهائل من المصابين، لدرجة أنها عاجزة عن علاج حالات تفشي الأمراض بشكل كافٍ.
يتراجع الوصول إلى التغذية
نفدت فعلياً إمدادات المواد الغذائية المغذية، وبالنسبة للعديد من الأسر في غزة، أصبح خطر الموت من الجوع حقيقياً واقعاً. كما أدى العنف إلى إيقاف الخدمات المنقذة للحياة في الوقاية من سوء التغذية وكشفه وعلاجه؛ والتي كانت تُقدّم في السابق إلى مئات الآلاف من الأطفال.
وعندما يُترك سوء التغذية والمرض دون علاج، فإنهما يخلقان باجتماعهما دورة مميتة. وقد أظهرت الأدلة أن الأطفال الذين يعانون من سوء الصحة وسوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة. وبدون الغذاء المغذي الكافي، سرعان ما سيعاني الأطفال من سوء التغذية، وقد يرتفع معدل الهزال لديهم، وهو أكثر أشكال سوء التغذية خطراً على حياة الأطفال. وتشعر اليونيسف بالقلق بشكل خاص بشأن تغذية النساء الحوامل والأمهات المرضعات، وكذلك الأطفال دون سن الثانية، نظراً لاحتياجاتهم التغذوية الخاصّة وضعفهم.
كيف تساعد اليونيسف الأطفال في قطاع غزة؟
تواصل اليونيسف التركيز على احتياجات الأطفال الماسة إلى الحماية والمساعدة الإنسانية — لكن الوصول لا يزال صعباً وخطيراً. ويظل موظفو اليونيسف، إلى جانب شركائنا من الأمم المتحدة والمجتمع المدني، موجودين في غزة؛ ولكن يجب السماح لهم بتقديم المساعدات المنقذة للحياة على نطاق واسع، خاصة حيثما يكون الوصول مقيداً.
وقد أرسلت اليونيسف وشركاؤها إمدادات طوارئ منها المياه والأدوية والمعدّات المنقذة للحياة، ولكن هناك حاجة إلى المزيد لتلبية الاحتياجات الهائلة للمدنيين.
تعمل اليونيسف على الأرض مع الشركاء في المجالات التالية:
التهجير
تشير التقديرات إلى أن حوالي 1.7 مليون شخص هجّروا داخلياً بسبب العنف — ونصفهم من الأطفال. يتم دفع الأسر التي نجت من القتال إلى مناطق مكتظة، حيث تعيش على قارعة الطرق أو في الشارع أو في المباني قيد الإنشاء أو في أي مكان آخر يمكن أن تجد فيه مساحة. وتقوم اليونيسف بتوفير الخيام والقماش المشمع والبطانيات والملابس الشتوية للأطفال والأسر حديثي النزوح. واستجابة لتدهور خدمات الصرف الصحي المقدمة للمهجرين داخلياً المقيمين في مراكز الإيواء المكتظة، تعمل اليونيسف أيضاً مع الشركاء لبناء مرافق صرف صحي.
المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية
إن استئناف القتال، إلى جانب نقص إمدادات الطاقة، ونقص الوقود، وقيود الوصول، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، كلها تعني أن العديد من مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لم تعد تعمل على ما يرام. لقد فقد الناس إمكانية الوصول بشكل موثوق إلى المياه الصالحة للشرب وإلى المراحيض والحمامات. والتأثير على الأطفال شديد، لأنهم أكثر عرضة للجفاف والإسهال والأمراض وسوء التغذية.
ولضمان حصول الأسر على المياه الصالحة للشرب، فقد دعمت اليونيسف نقل المياه بالشاحنات إلى مراكز الإيواء وتوزيع المياه المعبأة. وتقوم اليونيسف أيضاً بتوفير حاويات للمياه وأقراص كلور لتنقية المياه ووقود لتشغيل مضخات آبار المياه ومحطات تحلية المياه والشاحنات، وكذلك بتوزيع مستلزمات النظافة الأسرية ومئات الآلاف من قطع الصابون.
الصحة
إن المرافق الصحية تنهار تحت وطأة العدد الهائل من الضحايا. وتعرضت العديد من المستشفيات لأضرار، وهي تعمل بثلاثة أضعاف طاقتها رغم أنها تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية والوقود. وخدمات الرعاية الصحية الأولية محدودة التغطية حالياً بسبب الضربات، كما تعطلت خدمات التحصين.
وتقوم اليونيسف بتوصيل الإمدادات الطبية إلى المستشفيات والمرافق الصحية، بما في ذلك حاضنات وإمدادات مخصصة للأطفال حديثي الولادة ومستلزمات القبالة. وتساهم اليونيسف من خلال الشركاء في الاستجابة الصحية الشاملة — وذلك من خلال الفرق المتنقلة، واستشارات الرعاية الصحية الأولية، ودعم الرعاية الطبية للمواليد والحمول عالية الخطورة (بما في ذلك من خلال تحصين الأطفال)، والتأهب والاستجابة لفاشيات الأمراض (بما في ذلك من خلال أنشطة مكافحة العدوى والوقاية منها)، وتوفير الإمدادات والخدمات الحيوية للمجتمعات المحلية.
التغذية
إن أطفال غزة معرضون لأزمة سوء تغذية متفاقمة، وخاصة الذين يعيشون في شمال قطاع غزة، حيث يخلّف القصف ونقص الغذاء المغذي الأطفال في حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي. وبدون ما يكفي من الغذاء المغذي، سرعان ما سيصاب الناس بسوء التغذية. وتقول معظم الأسر إن أطفالها يحصلون فقط على الحبوب — بما في ذلك الخبز — أو الحليب، وهو ما يحقق تعريف "الفقر الغذائي الشديد". كما أن التنوع الغذائي للنساء الحوامل والمرضعات معرض لخطر شديد.
وتقوم اليونيسف بتقديم مجموعة من الإمدادات الغذائية الأساسية، منها — من بين ضروريات أخرى — البسكويت عالي الطاقة للأطفال دون سن الخامسة والمتممات الغذائية الدقيقة للأطفال والحوامل والمرضعات. وتعمل اليونيسف أيضاً مع الشركاء لإجراء فحوصات في الملاجئ ومرافق الرعاية الصحية بحثاً عن سوء التغذية الحاد.
حماية الطفل
كان للصراع أثر نفسي عميق على الأطفال؛ إذ يتعرض الأطفال لأهوال لا ينبغي أن يشهدها أي طفل، ويعانون من القلق والخوف والكوابيس.
وتركّز برامج اليونيسف على مساعدة الأطفال على تدبّر أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم بطريقة آمنة. ومن المهم بالنسبة للأطفال أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم الذين يعانون من هذه المشاعر — علماً أن هذه المعرفة بدورها قد تكون مخيفة. وتدعم اليونيسف أنشطة الصحة النفسية الأساسية والأنشطة النفسية والاجتماعية الأساسية في بعض من مراكز الإيواء، وكذلك أنشطة ترفيهية، بما في ذلك للأطفال ذوي الإعاقة، في عدد من المجتمعات المحلية والمخيمات ومراكز الإيواء. بالإضافة إلى ذلك، تعمل اليونيسف مع الشركاء لتقديم جلسات وجهاً لوجه حول التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة في جميع أنحاء قطاع غزة.
التعليم
ولم يتمكن أي من طلاب غزة البالغ عددهم 625,000 طالب وطالبة من الوصول الآمن إلى التعليم منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر. ويتم استخدام نحو 90 بالمئة من جميع المباني المدرسية في غزة مراكز إيواء للمهجرين أو قد تعرضت لمستويات متفاوتة من الأضرار.
وتواصل اليونيسف العمل مع الشركاء المنفذين لتوفير الأنشطة الترفيهية لدعم عافية الأطفال، ويستفيد منها عشرات الآلاف من المراهقين والأطفال الأصغر سناً.
الحماية الاجتماعية
تقدم اليونيسف تحويلات نقدية إنسانية إلى آلاف الأسر والأطفال لتمكينهم من شراء المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه ومنتجات النظافة التي لا تزال متاحة على الرغم من الشح والتقلبات.
لمعرفة المزيد عن استجابة اليونيسف الإنسانية، يمكنك الاطلاع على أحدث تقارير الوضع في دولة فلسطين.
ادعم عمل اليونيسف من أجل الأطفال في الأزمات
ما هي التحديات التي تواجهها اليونيسف في تقديم الدعم؟
تبقى اليونيسف حاضرة على الأرض، وتعمل مع الشركاء لتوفير الإمدادات والدعم للأسر، على أن المساعدات لا تصل إلى جميع الأطفال الذين هم في أمس الحاجة. فيوماً بعد يوم، تواجه اليونيسف وشركاؤها ثلاثة تحديات رئيسية في الوصول إلى من هم في أمس الحاجة: السلامة والجوانب اللوجستية والقيود المفروضة على السلع التجارية.
تعرف على المزيد بشأن إيصال المساعدات في غزة
إن استمرار الصراع يعني أنه من الصعب للغاية على اليونيسف وشركائها التحرك بأمان في جميع أنحاء قطاع غزة والوصول إلى الأطفال المحتاجين والأسر المحتاجة. وفي الوقت نفسه، يواجه العاملون في المجال الإنساني في كثير من الأحيان تحديات مماثلة لتلك التي يواجهها عامة السكان: فقد فقدوا أقارب وأصدقاء، واضطروا إلى الانتقال بحثاً عن المكان الآمن.
وفي الوقت نفسه، لا يوجد ما يكفي من الشاحنات ولا يوجد أصلاً ما يكفي من الوقود لتشغيل تلك الشاحنات الموجودة. كما تخضع الشاحنات التي تحمل مواد الإغاثة للتفتيش مرات متعددة قبل دخول قطاع غزة، وعمليات التفتيش لا تزال بطيئة ولا يمكن التنبؤ بكم ستستغرق من الزمن. وحتى عند وصول المساعدات، هناك تحديات أخرى تتعلق بتوزيعها على جميع أنحاء قطاع غزة. وقد تضررت البنية التحتية المستخدمة لتخزين ونقل المساعدات. فالمستودعات غير صالحة للاستعمال. ويواجه السائقون الذين يدخلون غزة ظروفًا صعبة للغاية، بما في ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والطرق وجعلت القيادة خطيرة.
هل تعمل اليونيسف في إسرائيل؟
عموماً، تمتلك الحكومات في البلدان مرتفعة الدخل من قبيل إسرائيل قدرات كافية للاستجابة إلى الحالات الطارئة. وفي الظروف الاستثنائية، وبناء على طلب من الحكومة المعنية، يمكن أن تنظر اليونيسف في توفير الدعم، من قبيل الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال.
وثمة أكثر من 30 بلداً لا تنفّذ فيها اليونيسف أنشطة برامجية، ولكن تعمل اللجان الوطنية لليونيسف في تلك البلدان كصوت ملتزم لليونيسف وتعمل على جمع التبرعات لعمل اليونيسف في جميع أنحاء العالم، وتعزيز حقوق الأطفال، وضمان البروز العالمي للأطفال المهددين بالفقر، والكوارث، والنزاعات المسلحة، والإساءات، والاستغلال. تأسس الصندوق الإسرائيلي لليونيسف في عام 2009 ويعمل على التوعية بحقوق الأطفال في إسرائيل وعلى جمع التبرعات لعمل اليونيسف المنقذ للأرواح في جميع أنحاء العالم.