شحنات اللقاحات التي أرسلت إلى أفريقيا تؤذن بتنفيذ الخطوات النهائية نحو تحقيق تحصين واسع النطاق ضد الملاريا

وصلت أكثر من 330,000 جرعة من لقاح RTS,S المضاد للملاريا، الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، إلى الكاميرون ليلة أمس

23 تشرين الثاني / نوفمبر 2023
On 21 November 2023 in Yaoundé, Cameroon, a worker loosens the webbing securing a pallet holding boxes of the first WHO-approved malaria vaccine, which have just arrived as part of the first shipment.
UNICEF/UNI474929/StoryMaxima
  • وصلت أكثر من 330,000 جرعة من لقاح RTS,S المضاد للملاريا، الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، إلى الكاميرون ليلة أمس — وهذه خطوة تاريخية نحو توفير تحصين واسع النطاق ضد أحد الأمراض الأشد فتكاً بالأطفال في أفريقيا
  • تتحمل القارة الأفريقية العبء الأكبر من الملاريا، إذ شهدت زهاء 95 بالمئة من حالات الإصابة بهذا المرض و96 بالمئة من الوفيات الناجمة عنه في العالم في عام 2021
  • تعكف عدة بلدان أفريقية حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على خطط تقديم هذا اللقاح الجديد، لذا من المخطط توفير 1.7 مليون جرعة إضافية إلى بوركينا فاسو وليبريا والنيجر وسيراليون خلال الأسابيع المقبلة
  • تدل هذه الشحنات على أن اللقاح ضد الملاريا تجاوز المرحلة التجريبية، وهذا يمهد الطريق لتبدأ البلدان بتقديم هذا اللقاح من خلال برامج التحصين الروتيني التي يدعمها التحالف العالمي للقاحات والتحصين في الربع الأول من عام 2024

جنيف/ نيويورك/ كوبنهاغن، 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 — بدأت شحنات من لقاح (RTS,S)، وهو أول لقاح مضاد للملاريا يحظى بتوصية من منظمة الصحة العالمية، بالوصول إلى ياوندي بالكاميرون، وذلك مع تسليم 331,200 جرعة من هذا اللقاح. وهذه الشحنة هي الأولى من نوعها إلى بلد غير مشارك سابقاً في البرنامج التجريبي للقاح المضاد للملاريا، وهي تشير إلى أن توسيع استخدام اللقاح المضاد للملاريا سيبدأ قريباً في جميع المناطق المعرضة لمستوى مرتفع من خطر الإصابة بالملاريا في القارة الأفريقية.

يتوفى طفل دون سن الخامسة في كل دقيقة تقريباً من جراء الإصابة بالملاريا. وفي عام 2021، وقعت 247 مليون إصابة بالملاريا في العالم مما أدى إلى 619,000 وفاة كان 77 بالمئة منها بين الأطفال دون سن الخامسة، ومعظمهم في أفريقيا. وتتحمل القارة الأفريقية العبء الأكبر من الملاريا، إذ شهدت زهاء 95 بالمئة من الإصابات و96 بالمئة من الوفيات الناجمة عن هذا المرض في العالم في عام 2021.

من المخطط أن تصل 1.7 مليون جرعة إضافية من لقاح (RTS,S) المضاد للملاريا إلى بوركينا فاسو وليبريا والنيجر وسيراليون خلال الأسابيع المقبلة، وستتسلم بلدان أفريقية أخرى جرعات من هذا اللقاح خلال الأشهر المقبلة. وهذا يعكس حقيقة أن عدة بلدان باتت الآن في المراحل الأخيرة من الاستعداد لتقديم اللقاح المضاد للملاريا ضمن برامج التحصين الروتينية، وستقدِّم أولى الجرعات في الربع الأول من عام 2024.

ثمة حاجة إلى استعدادات شاملة لتقديم أي لقاح جديد في برامج التحصين الأساسية — من قبيل تدريب العاملين الصحيين، والاستثمار في الهياكل الأساسية، والقدرات الفنية، وتخزين اللقاحات، ومشاركة المجتمع المحلي وتحديد مطالبه، وتحديد تسلسل خطوات تقديم اللقاح وإدماجه، إلى جانب تقديم اللقاحات والتدخلات الصحية الأخرى. وينطوي تقديم اللقاح المضاد للملاريا على تحدٍ إضافي كونه يتطلب تقديم أربع جرعات مما يستدعي تخطيطاً حريصاً وتقديماً فعالاً للقاحات.

ظلت غانا وكينيا وملاوي تقدم لقاح الملاريا منذ عام 2019 ضمن جدول قائم على 4 جرعات بدءاً من سن 5 أشهر في مناطق مختارة في إطار برنامج تجريبي يُعرف ’ببرنامج التحصين باللقاح المضاد للملاريا‘، وقد وصل هذا البرنامج إلى أكثر من مليوني طفل في ثلاثة بلدان أفريقية – مما أدى إلى نتيجة مدهشة تمثلت في تراجع بنسبة 13 بالمئة في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بين الأطفال من المرحلة العمرية المؤهلة ممن تلقوا اللقاح، وكذلك تراجع كبير في الإصابة بمرض شديد من جراء الملاريا وفي حالات الإدخال إلى المستشفيات. وتُظهر نتائج رئيسية أخرى للبرنامج التجريبي أن معدل تلقي اللقاح مرتفع ودون أن يؤدي ذلك إلى تقليص في استخدام الإجراءات الأخرى لمنع الملاريا أو إلى زيادة في تلقي اللقاحات الأخرى. وتنسق منظمة الصحة العالمية برنامج التحصين باللقاح المضاد للملاريا بالتعاون مع اليونيسف وشركاء آخرين، وبتمويل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين، والصندوق العالمي، والمرفق الدولي لشراء الأدوية، إضافة إلى تبرعات عينية بجرعات من اللقاح من شركة ’جي أس كيه‘ (GSK) المصنّعة للقاح (RTS,S) المضاد للملاريا.

لقد أظهرت البيانات من برنامج التحصين التجريبي تأثير لقاح الملاريا (RTS,S) وسلامته ووفرت دليلاً مهماً بشأن القبول باللقاح وتلقيه مما ساعد في توجيه التوصية التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية بشأن استخدام لقاح ثانٍ للملاريا، وهو لقاح (R21) الذي يصنّعه معهد الأمصال الهندي. وقد أظهرت النتائج من المرحلة الثالثة لاختبار لقاح (R21) أن اللقاح يتسم بمستوى أمان جيد في التجارب السريرية ويقلص الإصابة بالملاريا بين الأطفال. ومن المتوقع أن يحقق لقاح (R21) عند تقديمه تأثيراً كبيراً على الصحة العامة يشبه التأثير الذي حققه لقاح (RTS,S). أما تحديد أي من اللقاحين يجدر استخدامه في بلد ما فيجب أن يستند إلى خصائص برامجية، وإمدادات اللقاحات، ويسر كلفة تقديمها.

يخضع لقاح (R21) لاستعراض حالياً من قبل منظمة الصحة العالمية للتأهيل المسبق. ومن المتوقع يؤدي توافر لقاحي الملاريا الجديدين إلى زيادة العرض لتلبية الطلب الكبير من البلدان الأفريقية، وأن يؤدي إلى تجهيز جرعات لقاح كافية لفائدة الأطفال الذين يعيشون في مناطق تمثل الملاريا فيها خطراً على الصحة العامة. واستعداداً لتوسيع إنتاج اللقاحات وتقديمها، يتعاون التحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وشركاؤهم مع البلدان التي أعربت عن اهتمامها و/أو التي أكدت خططها للتقديم التدريجي للقاحات والخطوات المقبلة في هذا المجال.

وتعني هذه التطورات أن التقديم الواسع للقاحات الملاريا في المناطق التي يستوطن فيها هذا المرض يمكن أن يغير قواعد اللعبة للجهود الرامية للسيطرة على الملاريا، ويمكن أن ينقذ أرواح عشرات آلاف الأرواح سنوياً. مع ذلك، لا تمثل لقاحات الملاريا حلاً بمعزل عن غيرها من الإجراءات، فيجب تقديمها في سياق الحزمة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لإجراءات السيطرة على الملاريا والتي تتضمن توفير ناموسيات معالجة بمبيدات الحشرات، والرش الموضعي بمبيدات الحشرات للأماكن المغلقة، والعلاج الوقائي المتقطع للنساء الحوامل، والأدوية المضادة للملاريا، والإدارة الفعالة للحالات، والعلاج، وقد ساعد كل ذلك على تقليص الوفيات المرتبطة بالملاريا منذ عام 2000. والأمر المهم أن ’برنامج التحصين باللقاح المضاد للملاريا‘ أظهر أن تقديم اللقاحات إلى جانب التدخلات الأخرى غير القائمة على اللقاحات يمكن أن يعزز معدلات تلقي اللقاحات الأخرى واستخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، وكذلك زيادة عامة في إمكانية الوصول إلى إجراءات منع الملاريا.

وقال الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، السيد ديفيد مارلو، "يحتاج العالم إلى أخبار جيدة – وهذه أخبار جيدة بالفعل. يفخر التحالف العالمي للقاحات والتحصين بأن تحالفنا مع الجهات صاحبة المصلحة، وفي مقدمتها بلدان أفريقية، اتخذت قراراً بالاستثمار في لقاح مضاد للملاريا بوصف ذلك أولوية للصحة العامة، وبأن هذا الدعم أدى دوراً في توفير أداة جديدة يمكنها أن تنقذ أرواح آلاف الأطفال سنوياً. ونحن متحمسون لتقديم هذا اللقاح التاريخي عبر برامج التحالف العالمي للقاحات والتحصين وللعمل مع الشركاء لضمان تقديمه إلى جانب الإجراءات الأخرى الحاسمة الأهمية".

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "من الممكن أن يغير هذا التطور قواعد اللعبة في كفاحنا ضد الملاريا. إن تقديم اللقاحات يشبه إضافة لاعب ماهر جداً إلى فريق رياضي. ومع هذه الخطوة التي طال انتظارها، والتي تصدّرها قادة أفارقة، فإننا ندخل حقبة جديدة في التحصين ضد الملاريا والسيطرة عليه، ونأمل أن ذلك سينقذ أرواح مئات آلاف الأطفال سنوياً.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، "هذه لحظة فارقة أخرى للقاحات الملاريا والسيطرة على هذا المرض، وهي شعاع أمل في وقت قاتم للعديد من الأطفال المستضعفين في العالم. وسيوفر تقديم لقاحات الملاريا في بلدان جديدة في جميع أنحاء أفريقيا حماية منقذة للأرواح لملايين الأطفال المعرضين لخطر الملاريا. ولكن يجب ألا نتوقف هنا، فيجب علينا معاً أن نجد الإرادة والموارد لتوسيع إنتاج لقاحات الملاريا وتقديمها كي يتمكن عدد أكبر من الأطفال أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة".

وقالت المديرة الإقليمية لأفريقيا في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماتشيديسو مويتي، "هذا تقدم كبير نحو توسيع تقديم لقاحات الملاريا في المنطقة. وهذا اللقاح، الذي يحمي الأطفال من الأشكال الشديدة من هذا المرض، هو إضافة حاسمة الأهمية لمجموعة الأدوات المتوفرة لمنع الملاريا وسيساعد في تعزيز جهودنا لتحقيق انحسار في التوجه المتصاعد في حالات الإصابة، وبالتالي تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن المرض".

اقتباسات من البلدان والجهات صاحبة المصلحة

قال وزير الصحة والنظافة العامة في بوركينا فاسو، الدكتور روبرت لوسين جين-كلود كارغوغو، "يُعد وصول لقاح (RTS,S/AS01) المضاد للملاريا إلى بوركينا فاسو نقلة تاريخية في جهودنا لمكافحة الملاريا التي تظل تشكّل تهديداً كبيراً للصحة العامة. وتشكل الملاريا في الواقع السبب الرئيسي للاستشارات الطبية والإدخال في المستشفيات والوفيات في مرافقنا الصحية. ويتكبد الأطفال دون سن الخامسة الوطأة الأشد، ونحن نأمل بأن يؤدي تقديم هذا اللقاح ضمن التحصين الروتيني للأطفال بسن 0 إلى 23 شهراً إلى تقليص عبء هذا المرض وإنقاذ العديد من الأرواح". وقال وزير الصحة العامة في الكاميرون، الدكتور مالاتشي ماناودا، "نحن ملتزمون بضمان وصول اللقاحات إلى الأطفال المؤهلين لتلقيها، ونحن نشجع جميع الوالدين أن يستفيدوا من هذا التدخل المنقذ للأرواح". "تظل الحكومة ملتزمة بتعزيز الإجراءات الأخرى لمنع الملاريا والسيطرة عليها". "يشكل وصول اللقاحات خطوة تاريخية في جهودنا للسيطرة على الملاريا التي تظل تشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة في البلد. نحن ممتنون للدعم من شركائنا ونلتزم بالعمل معهم لضمان وصول اللقاحات إلى الأطفال وحمايتهم من هذا المرض الفتاك". "إذ نقوم بتحصين الأطفال، تظل الحكومة ملتزمة أيضاً بتعزيز الإجراءات الأخرى للوقاية والسيطرة كي نتمكن من تقليص العبء الكبير الناجم عن الملاريا".

وقالت وزيرة الصحة في ليبريا، الدكتورة ويلهيمينا جاله، "يشكل تقديم لقاح (RTS,S/AS01) المضاد للملاريا في ليبريا علامة بارزة في جهودنا لمكافحة الملاريا التي تُعد سبباً رئيسياً للوفيات بين الرضّع والأطفال دون سن الخامسة. ويحمل هذا اللقاح إمكانية إنقاذ أرواح عديدة وتقليص العبء الناجم عن هذا المرض على سكاننا. ونحن ملتزمون بضمان وصول اللقاح إلى الناس الأشد حاجة إليه، ونشجّع كافة الوالدين والأطفال المؤهلين للاستفادة من هذا التدخل المنقذ للأرواح".

وقال المدير التنفيذي للصندوق العالمي، السيد بيتر ساندز، "إن الإعلان الصادر اليوم هو خبر مبهج نظراً لأن الملاريا تظل سبباً أساسياً للمرض والوفيات بين الأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن لاستخدام هذا اللقاح، مع إيلاء أولوية ملائمة له ضمن سياق الأدوات المتوفرة، أن يساعد في منع الملاريا وفي إنقاذ عشرات آلاف الأرواح سنوياً".

وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة ’باث‘ (PATH)، نيكولاي غيلبرت، "أشعر بالحبور إذ يصل لقاح (RTS,S) المضاد للملاريا إلى الكاميرون، وهذا اللقاح هو نتيجة جهود على امتداد سنوات عديدة بذلتها منظمة ’باث‘ وشركة ’جي أس كيه‘ (GSK) وشركاء في أفريقيا. وجميعنا في منظمة ’باث‘ نقدّر جهود التحالف العالمي للقاحات والتحصين، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية الذين عجلوا إمكانية الحصول على هذا اللقاح المنقذ للأرواح".

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Tess Ingram
UNICEF New York
هاتف: +1 934 867 7867
بريد إلكتروني: tingram@unicef.org
Jenny Gamming
Communication Manager
UNICEF Supply Division
هاتف: +45 30 787 661
بريد إلكتروني: jgamming@unicef.org

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

 .تابع اليونيسف على تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام ويوتيوب